وأفادت وكالة مهر للأنباء نقلاً عن صحيفة الوطن السورية إن الاجتماع الثلاثي عقد في دمشق بين رؤساء الأركان التابعين للدول الثلاث حيث أكدوا على ضرورة خروج القوات الأجنبية من إدلب وشرق الفرات بأسرع وقت ممكن.
من جهتها أعلنت وزارة الدفاع العراقية في بيان نقله "السومرية نيوز" أن رئيس أركان الجيش الفريق أول الركن عثمان الغانمي وصل مساء الأحد، إلى دمشق على رأس وفد رفيع المستوى، للمشاركة في اجتماع رؤساء الأركان.
بدورها أكدت المصادر الايرانية أن من أبرز المهام التي يبحثها رئيس اركان القوات المسلحة الايرانية اللواء باقري خلال زيارته لدمشق، “تعزيز التعاون الدفاعي والعسكري، والتشاور والتعاون لمكافحة الإرهاب، وتوثيق التنسيق بين البلدان الثلاثة لمواجهة الجماعات الإرهابية، وبحث استراتيجيات تحقيق استقرار وأمن المنطقة”.
وفي تصريح رسمي بعيد اول اجتماع ثلاثي في دمشق قال اللواء باقري للمراسلين: “كل دولة تريد أن يكون لها قوات عسكرية في سوريا، ينبغي أن تنسق مع الحكومة السورية، وهذا الأمر ينطبق على القوات في شرقي الفرات ومحافظة إدلب، فيتوجب عليها الخروج من سوريا في أسرع وقت”.
هذه التصريحات التي اعقبت زيارة الرئيس روحاني الأخيرة للعراق بأقل من اسبوع، يرى المراقبون أنها ترجمة عملية للتصريحات التي ادلى بها كبار الزعماء العراقيون لدى لقائهم الرئيس روحاني، حيث اكدوا استعدادهم لتطهير كافة اراضي العراق من دنس الجماعات الإرهابية وحماتها مهما اختلفت جنسياتهم ومشاربهم. مقولة إستحسنها السوريون الذين مازالوا يعانون من فلول الجماعات الإرهابية التي نكثت عهدها وراحت تعيد الكرة في إفناء البلاد والعباد، بعد ان اضطرت لترك معاقلها وتم نقلها عبر الباصات الخضر للمناطق التي كانت تتطلع إليها، بمساعدة لجان المصالحة الوطنية، شرط أن لاتحمل السلاح ثانية بوجه الشعب السوري وحكومته. لكن هذا النكوث للعهد من قبل الجماعات الإرهابية، حمل الكثير من أطياف المعارضة السورية، وحتى الأكراد السوريين، وما يسمى بـ "قوات سوريا الديمقراطية" لتوحيد المواقف تجاه الجماعات الإرهابية والعمل على طرده من المخابئ والأنفاق التي ما زالت تختبئ فيها في بعض جيوبها شمال وشمال غرب سوريا.
وبدورها إستحسنت الحكومة السورية هذا التوحيد في الموقف وأعلنت أنها تدعم أي جهد يرنو إلى الدفاع عن سوريا وشعبها الذي عانى الأمرَّين من الجماعات الإرهابية، وقدمت الدعوة لحليفتيها العراق وايران، لتشاركا معها في اجتماع يدعم التوجه الجديد في سوريا.
هذا التوجه يعتقد المحللون انه سيكون النواة الأولى لدعوة باقي بلدان المنقطة بدولها العربية والإسلامية للإنضمام الى هذا التكتل الجديد لمكافحة الإرهاب المدعوم عسكريا من الغرب ولوجستيا بأموال البترودولار إقليميا. كما ان الدعوة تبدو موجهة أكثر لبلدين يعتبر ترشيحهما للإنضمام لهذا التكتل أقرب من أي بلد آخر وهما تركيا وروسيا، اللذان طالما كان لهما الدور المشرف في مقارعة الإرهاب الذي عصف بسورية وشعبها قبل أكثر من ثمانية أعوام.
أما تأكيد رئيس اركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء باقري في تصريحاته الإعلامية على "كل دولة تريد أن يكون لها قوات عسكرية في سوريا، ينبغي أن تنسق ذلك مع الحكومة السورية، وهذا الأمر ينطبق على القوات في شرقي الفرات ومحافظة إدلب، فيتوجب عليها الخروج من سوريا في أسرع وقت"، يرى المحللون انه رسالة مفتوحة لتركيا التي طالما سعت لتشكيل منطقة آمنة شمال سوريا لتكون بمثابة جدار عازل يحفظها من معارضيها الأكراد، وامريكا التي إقتحمت الأراضي السورية دون موافقة من الأمم المتحدة ولا قرار من مجلس الأمن قبل ثمانية أعوام، وتنوي البقاء لدعم ما تبقى من نوايا لتفتيت سوريا، من خلال دعم الجماعات الإرهابية التي مازالت تعيش تحت مظلتها في جيوب موزعة على منطقة شرقي الفرات. وفحوى الرسالة في كل الأحوال هي ان سوريا ان لم تكن قادرة على إخراج من إحتلوا ارضها حين كانت تصمد أمام هجمات الجماعات الإرهابية، فإنها وبمساعدة الداعمة لها ستعمل في الأوساط الدولية على السعي لإخراجههم من أرضها، كما ان القوات الحليف لها ستكون الى جانبها اذا ما واجهت اي مكروه بعد اليوم.
ويرى المحللون ان هذا الإجتماع الثلاثي الذي لم يتاسس على نوايا شريرة أو غزو بلد جار، أو العدوان عليه سيكتب له النجاح ويبقى الأمر يحتاج الى بعض الوقت ليتأكد من لم يصدق أن الدعوة للسلام الحقيقي تتنامى اسرع من اي كيد آخر. والأيام بيننا. /انتهى/.
تعليقك